
مقدمة حول الرؤية
تمثل الرؤية الوطنية البوصلة التي توجه مسار التنمية والتقدم، حيث توفر إطارًا استراتيجيًا متكاملًا يحدد الأولويات الوطنية، ويوجه الجهود نحو تحقيق أهداف طويلة الأمد تسهم في نهضة البلاد وازدهارها. إن وجود رؤية وطنية واضحة يساعد على توحيد الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، ويضمن استغلال الموارد والإمكانات بشكل فعّال ومستدام. كما تسهم الرؤية في تحفيز الاستثمار، تعزيز الاستقرار الاقتصادي، ورفع جودة الحياة من خلال سياسات ومشاريع مدروسة تحقق تنمية شاملة ومستدامة. بدون رؤية وطنية، قد يصبح العمل التنموي عشوائيًا ومفتقدًا للاتساق، مما يؤثر سلبًا على القدرة التنافسية للبلاد ومستقبل الأجيال القادمة.
تمثل رؤية سورية 2045 خارطة طريق طموحة تهدف إلى إعادة بناء سورية وتحقيق نهضة اقتصادية وتنموية تضعها ضمن أقوى 30 اقتصادًا عالميًا بحلول عام 2045. تستند الرؤية إلى تحليل الواقع، استثمار الفرص، والاستفادة من الإمكانات الوطنية من أجل تحقيق تحول شامل ومستدام.



نبذة عن سورية
تقع سورية في قلب منطقة الشرق الأوسط وتبلغ مساحتها حوالي 185,180 كيلومترًا مربعًا، ويقدر عدد سكانها قبل عام 2011 بحوالي 23 مليون نسمة، وتتميز بموقعها الاستراتيجي الفريد الذي يربط بين آسيا، أوروبا، وأفريقيا، مما يجعلها نقطة تجارة، تلاقٍ حضاري، وجسر اقتصادي مهم عبر التاريخ. تمتلك سورية إرثًا حضاريًا غنيًا يمتد لآلاف السنين، حيث كانت مهدًا لأقدم الحضارات الإنسانية ومركزًا ثقافيًا وعلميًا بارزًا.
تتميز سورية بتنوعها الجغرافي والمناخي، حيث تضم السهول الخصبة، الجبال الشاهقة، والسواحل المطلة على البحر الأبيض المتوسط، مما يمنحها إمكانات زراعية، سياحية، واقتصادية كبيرة. كما تمتلك موارد طبيعية واعدة تشمل النفط، الغاز، والثروات المعدنية، إضافة إلى رأس مال بشري مؤهل قادر على الإسهام في مسيرة التنمية المستدامة.

التنوع الجغرافي والمناخي
- تتنوع التضاريس والمناخ في سورية، حيث تشمل:
- الساحل السوري الممتد على البحر الأبيض المتوسط بطول 183 كم.
- السهول الزراعية الخصبة مثل سهل الغاب وسهل حوران، والتي جعلت سورية تاريخيًا واحدة من أهم الدول الزراعية في المنطقة.
- الجبال والمرتفعات مثل جبال اللاذقية وجبل الشيخ، والتي تتمتع بمناخ معتدل وجاذبية سياحية.
- البادية السورية التي تغطي نحو 55% من مساحة البلاد وتحتوي على موارد طبيعية مهمة.
- الاقتصاد والموارد الطبيعية
قبل الثورة، كان الاقتصاد السوري يعتمد على الزراعة، الصناعة، التجارة، والسياحة، وكان الناتج المحلي الإجمالي يقدر بنحو 60 مليار دولار. تمتلك سورية موارد طبيعية غنية تشمل:
- احتياطات نفطية تقدر بـ 2.5 مليار برميل، واحتياطات غاز طبيعي تبلغ حوالي 8.5 تريليون قدم مكعب.
- ثروات معدنية مثل الفوسفات، الملح الصخري، والرخام.
- قطاع زراعي قوي كان يساهم بنسبة 25% في الناتج المحلي الإجمالي، وتشتهر سورية بإنتاج القمح، الزيتون، القطن، والفواكه.
- رأس المال البشري
يمثل السوريون رأس مال بشري قويًا، حيث كان معدل محو الأمية قبل عام 2011 يتجاوز 85%، وتخرج الجامعات السورية آلاف المهندسين والأطباء والباحثين سنويًا، مما يعزز إمكانيات التنمية والابتكار في المستقبل.

موجز تاريخ سوريا
يمتد تاريخ سوريا إلى الالاف السنين وشهدت أرضها ولادة أبرز الحضارات الإنسانية ومنها خرجت أقدم أبجدية في العالم. وتضم بعض أقدم المدن المأهولة في العالم مثل دمشق وحلب، والتي كانت مراكز تجارية وثقافية مهمة عبر العصور. كما أنها تمتلك 6 مواقع مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، من بينها مدينة تدمر، مدينة دمشق القديمة، وقلعة الحصن.
وفي القرن العشرين عاشت سورية فترة من الازدهار تحت ظل الحكم الوطني، تميزت تلك الفترة بالنمو الاقتصادي و العلمي و الحضاري ولكنها عانت من فترة التأميم و استيلاء حزب البعث على السلطة ومن ثم استيلاء العصابة الأسدية على السلطة منذ عام 1970.
لقد عانى الشعب السوري على مدى 61 سنة من أبشع اشكال الاضطهاد والقمع حتى تحولت سورية إلى سجن كبير الأمر الذي أدى إلى اندلع عدة حركات تحرر في الثمانيات و كان أوجها هو انطلاق الثورة السورية في اذار (مارس) عام 2011 ولكن العصابة الأسدية أوغلت في دماء الشعب السوري حيث تتحدث العديد من الاحصائيات عن قرابة مليون شهيد و مفقود و مغيب و أكثر من 15 مليون مهجر ونازح.
ورغم كل محاولات العصابة الاسدية واستخدامه لجميع أنواع الأسلحة بما فيها الأسلحة الكيمائية سطعت شمس الحرية على سورية في 8 كانون الاول (ديسمبر)2024
رغم التحديات التي مرت بها البلاد، فإن سورية اليوم تتطلع إلى المستقبل برؤية طموحة تهدف إلى إعادة البناء، تعزيز التنمية الاقتصادية، واحتلال موقع متقدم في الاقتصاد العالمي من خلال رؤية سورية 2045 التي تسعى إلى خلق بيئة استثمارية واعدة، تحفيز الابتكار، وتعزيز التكامل بين مختلف القطاعات لتحقيق نمو شامل ومستدام.

بمبادرة كريمة من شركة ريناد المجد (RMG) تم عقد عدد من ورش العمل وجلسات العصف الذهني لعدد من خبراء التنمية والتخطيط الاستراتيجي ورجال الأعمال والمفكرين في مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية بهدف تقديم المقترحات الاسترشادية حول التوجهات الكبرى والخطوط العريضة لنهضة سوريا 2045.
تمثل هذه الوثيقة مسودة أولية عمل عليها فريق من الخبراء والاستشاريين ورجال الأعمال والمفكرين بمبادرة ذاتية ورغبة منهم في إنجاح جهود التنمية في سورية وتقديرا لتضحيات الشعب السوري خلال فترة تتجاوز 61 سنة.